الاعتكاف في غير المسجد هل يجوز؟

الاعتكاف في غير المسجد قد يتسائل البعض هل يجوز خصوصًا مع دخول العشر الأواخر من رمضان، والتي يتعبد فيها المسلمون إلى الله.
وفي موقع آخر تويت نقدم لكم إجابة السؤال المتداول حول هل يجوز الاعتكاف في غير المسجد .
ومن السُّنَّة ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ اعتكف العشر الأواخر من رمضان حتَّى توفَّاهُ الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده .
وقد أجمعت الأُمَّة على سُنِّيَّته ، وهو من الشرائع القديمة، والاعتكاف مُسْتَحَبٌّ في كل وقت، سواء أكان في رمضان أم في غيره، وهو في العشر الأواخر من رمضان أفضل منه في غيره؛ لطلب ليلة القدر بالصلاة والقراءة وكثرة الدعاء، فإنها أفضل ليالي السنة؛ قال تعالى: {لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ} [القدر: 3]، أي: خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، والجمهور على انحصارها في العشر الأخيرة .
وقد يكون الاعتكاف واجِبًا عند نَذْرِهِ، بمعنى أن ينذر المسلم الاعتكاف، كأن يقول: لله علَيَّ أن اعتكف، أو نذرت الاعتكاف لله أو نحو ذلك بما يقع به النَّذر.
أقل مدة للاعتكاف
وأقل مدَّةٍ للاعتكاف هي ما يُطْلَقُ عليه اسم الاعتكاف عُرْفا؛ وهذا ما ذهب إليه متأخرو الحنفية، والشافعية، والحنابلة؛ فإن الاعتكاف في اللغة يقع على القليل والكثير، ولم يحده الشرع بشيء يخصه فبقي على أصله ، لكن العلماء استحبوا إتمام الاعتكاف يوما؛ ليخرج مِن خلاف مَن يَشْتَرط الاعتكاف يومًا فأكثر، كما نصوا على أنه يُستَحَبُّ لداخل المسجد أن ينوي الاعتكاف ولو كان مُكْثُه يسيرًا.
وأَمَّا أكثر مُدَّة للاعتكاف فلا حَدَّ لها؛ قال النووي: “وكُلَّما كثُر كان أفضل، ولا حَدَّ لأَكْثَرِه، بل يصحُّ اعتكافُ عُمر الإنسان جميعه، ويصحُّ نذرُ اعتكاف العمر”.
وقال ابن الملقن: “وأَجْمَع العلماءُ على أن لا حدَّ لأكثره”.
وبداية الاعتكاف ونهايته يحددها الْمُعْتَكِف بنفسه، فإن نوى اعتكاف مدة معلومة استُحب له الوفاء بها بكمالها، فإن خرج قبل إكمالها جاز؛ لأن التطوع لا يلزم بالشروع، وإن أطلق النِّيَّة ولم يُقَدِّر شيئًا دام اعتكافُه ما دام في المسجد.
والاعتكاف هو لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل، وقد اعتكف النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأصحابه معه وبعده.
فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط.
ثم قال: “إني اعتكف العشر الأول التمس هذه الليلة، ثم أعتكف العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف”. صحيح مسلم.
أحكام الاعتكاف
ما هو الاعتكاف؟ ما دليل مشروعية الاعتكاف؟
هو الجلوس في المسجد من شَخْصٍ مخصوص بنيَّة، قال تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِ}.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ اعتكف العشر الأواخر من رمضان حتَّى توفَّاهُ الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده.
ما هو حكم الاعتكاف؟
الاعتكاف سنة، وهومستحب في كل الأوقات.
ما مدة الاعتكاف؟
يُستَحَبُّ لداخل المسجد أن ينوي الاعتكاف ولو كان لوقت يسير، وأَمَّا أكثر مُدَّة للاعتكاف فلا حَدَّ لها.
ما الذي يستحب فعله من المعتكف؟
يستحب لمن أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أن يدخل المسجد قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، ويُسْتَحبُّ له أن يبيت ليلة العيد فيغدو إلى مصلى العيد من معتكفه في المسجد.
أين يكون الاعتكاف؟
مكان الاعتكاف هو المسجد، لقوله تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِ}.
هل يجوز للمعتكف الخروج من المسجد؟
لا يجوز للمعتكف الخروج من المسجد، إلا لعذر ضروري.
الاعتكاف في غير المسجد هل يجوز؟
حكم الاعتكاف في غير المساجد
وأفاد الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بأنه يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة؛ إلا أنه يشترط في المسجد الذي يعتكف فيه إقامة صلاة الجماعة فيه، فإن كانت لا تقام فيه صلاة الجماعة لم يصح الاعتكاف فيه، إلا إذا نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة. وفق موقع ابن باز
لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة
ووجه سؤالاً لموقع الإسلام وجواب، أن شخصًا سمع حديثاً أن الاعتكاف لا يصح إلا في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ، فهل هذا الحديث صحيح ؟
ومن فتاوى ابن باز، فقد جاء أن هذا الحديث الذي أشار إليه السائل رواه البيهقي (4/315) عن حذيفة أنه قال لعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما : مررت على أناس عكوف بين دارك ، ودار أبي موسى ، ( يعني في المسجد ) وقد علمت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة : المسجد الحرام ) . فقال عبد اللّه بن مسعود : لعلك نسيت وحفظوا ، وأخطأت وأصابوا .
صححه الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (2876) .
وأردف في فتواه :أن جماهير العلماء ذهبوا إلى أن الاعتكاف لا يشترط له أن يكون في أحد المساجد الثلاثة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ)
ولفت إلى أن لفظ المساجد في الآية عام فيشمل كل المساجد ، إلا ما دل الدليل على عدم صحة الاعتكاف فيه كالمسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة إذا كان المعتكف ممن تجب عليه صلاة الجماعة .
وقد أشار الإمام البخاري رحمه الله إلى الاستدلال بعموم الآية ، فقال :
“بَاب الاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وَالاعْتِكَافِ فِي الْمَسَاجِدِ كُلِّهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )” اهـ.
حكم الاعتكاف في المسجد
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : عن حكم الاعتكاف في المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وجزاكم الله خيراً؟
وأجاب : “الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى مشروع في وقته ، ولا يختص بالمساجد الثلاثة ، بل يكون فيها وفي غيرها من المساجد ، هذا قول أئمة المسلمين أصحاب المذاهب المتبوعة كالإمام أحمد ، ومالك ، والشافعي ، وأبي حنيفة وغيرهم رحمهم الله لقوله تعالى : ( وَلاَ تباشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون َ) ولفظ المساجد عام لجميع المساجد في أقطار الأرض ، وقد جاءت هذه الجملة في آخر آيات الصيام الشامل حكمها لجميع الأمة في جميع الأقطار ، فهي خطاب لكل من خوطبوا بالصوم ، ولهذا ختمت هذه الأحكام المتحدة في السياق والخطاب بقوله تعالى : ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) . ومن البعيد جداً أن يخاطب الله الأمة بخطاب لا يشمل إلا أقل القليل منهم ، أما حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) فهذا إن سلم من القوادح فهو نفي للكمال ، يعني أن الاعتكاف الأكمل ما كان في هذه المساجد الثلاثة ، وذلك لشرفها وفضلها على غيرها . ومثل هذا التركيب كثير، ـ أعني أن النفي قد يراد به نفي الكمال ، لا نفي الحقيقة والصحة ـ مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة بحضرة طعام ) وغيره . ولا شك أن الأصل في النفي أنه نفي للحقيقة الشرعية أو الحسية ، لكن إذا وجد دليل يمنع ذلك تعين الأخذ به ، كما في حديث حذيفة. هذا على تقدير سلامته من القوادح ، والله أعلم” اهـ .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما صحة الحديث ( لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ) وإن صح الحديث هل يعني فعلاً لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ؟
فأجاب :
يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة إلا أنه يشترط في المسجد الذي يعتكف فيه إقامة الجماعة فيه ، فإن كانت لا تقام فيه صلاة الجماعة لم يصح الاعتكاف فيه ، إلا إذا نذر الاعتكاف في المساجد الثلاثة فإنه يلزمه الاعتكاف بها وفاء لنذره” اهـ .
شروط الاعتكاف
أخي المسلسل تحقيق شروط الاعتكاف طريق كمال الفضل وحصول الأجر وهي:
- الإسلام
- العقل
- التمييز
- نية الاعتكاف
- في المسجد
- خلو المعتكِف من الحدث الأكبر
- إذن ولي المرأة لها
آداب الإعتكاف
إخلاص النية لله تعالى
ينبغي للمعتكف أن يكون اعتكافه خالصًا لوجه الله تعالى، مبتغيًا أجره وثوابه.
عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه- قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أرأيت رجلاً غزًا يلتمس الأجر والذكر، ماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا شيء له”، فأعادها ثلاث مرات، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا شيء له”، ثم قال: “إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه”. رواه النسائي